أشاد النقاد بالفيلم السعودي الوثائقي «السعوديون في أمريكا»، الفيلم - الذي عرض ضمن مهرجان الخليج السينمائي الدولي الأول في دبي، والذي اختتمت فعاليته الاسبوع الماضي - إخراج فهمي فرحات وهو مخرج مقيم في أمريكا، وسبق عرضه في أمريكا لعدد من الطلبة السعوديين والأمريكيين، وخلال الفيلم يقدم فرحات جزءا من تجربته الخاصة، ويناقش النظرة السلبية التي ارتبطت بالعرب وتحديداً السعوديين منهم عقب هجمات ١١ سبتمبر، خاصة مع إعلان السعودي أسامة بن لادن عن مسؤولية تنظيم القاعدة عن الهجمات، إلي جانب اتهام عدة سعوديين وإدراجهم ضمن قائمة الإرهابيين المطلوبين للعدالة الذين خرقوا الأمن القومي الأمريكي.
يتضمن الفيلم مقابلات أجراها فرحات مع أفراد من عائلته التي تعيش في أمريكا وأصدقائه وبعض الأمريكيين عن العالم الذي تغير بعد الأحداث الإرهابية ويناقش فقد الأصدقاء للثقة فيما بينهم، وتحول العلاقة بين العرب وأصدقائهم الأمريكيين إلي مصدر مثير للشك والريبة.
كما يقدم الفيلم شهادات لمجموعة من السعوديين والسعوديات القادمين من السعودية للدراسة أو العمل في الولايات المتحدة، أو الذين ولدوا بالفعل في أمريكا، يحكون عن تجاربهم في أمريكا والسعودية وحبهم لكلا البلدين، ومعظم هؤلاء السعوديين عادوا إلي السعودية بعد انتهاء دراساتهم، في حين تحولت بعض هذه الشهادات إلي مجرد الدفاع عن بعض التهم الغربية للسعوديين بكونهم الرأس المدبر للإرهاب في العالم، والاخر انصب علي التشكيك في الرواية الرسمية لانهيار برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك وتورط السعوديين فيها.
كان فرحات قد صور فيلمه مع حلول الذكري السادسة لهجمات ١١ سبتمبر، مؤكدا أنه يحاول البحث في حقيقة ما حدث في ذلك اليوم، ومجتهداً لتقديم الوجه الحقيقي للسعوديين وليس الذي روجت له وسائل الإعلام الأمريكية منذ الهجمات، وكيف تغيرت حياتهم بعد الهجمات، يقول فرحات: أردت أن أظهر للأمريكيين كيف نحن، ورؤيتنا للإرهاب ورفضنا له، وأن أفكاراً ورؤي مختلفة تجمعنا، فمنا من هم شيعة ومنا من هم سنة وبعضنا سعوديون بالكامل وآخرون نصف سعوديين ارتبطوا بالسعودية بحكم المولد فقط وأن أثبت للعالم كله أن السعوديين مثلهم مثل أي أناس آخرين، ولكن بح صوتهم بعد هذه الاتهامات الخاطئة والمغرضة، ورغم ذلك فإنني لا أريد أن يغير الأمريكيون عقولهم، بل أن يفهموننا ونفهمهم.
ومن ضمن المقابلات واحدة مع هاني القاضي الذي اعتقل في بريطانيا من بين مئات العرب بمجرد دخولهم البلاد، ويقول فرحات: حرصت علي الاستعانة بشهادات من نساء سعوديات لأنهن أصبحن مثار اهتمام من الغرب، وخلال مشاهد الفيلم تدلي النساء بشهادات عن حياتهن فتقول إحداهن «نحن سعيدات بحياتنا»، وأخري: «لا أعتقد أن الأمريكيات تتمتعن بالحرية الكاملة إلي ما لا نهاية له»، في حين تقول ثالثة: «حياتي في أمريكا لا تختلف كثيراً عنها في السعودية».
المثير أن الفيلم الذي أخرجه سعودي ليعبر عن السعوديين ويدافع عن صورته واجه صعوبات كبيرة في التحضير له، فقد قوبل طلب مخرجه فهمي فرحات من عدد من السعوديين للمشاركة في الظهور بالفيلم وتقديم شهاداتهم بالرفض، وبعضهم تراجع بعد موافقته المبدئية قبل ساعات قليلة من التسجيل معه، وبذل فرحات جهداً كبيراً لإقناعهم
الفيلم مدته ٥٥ دقيقة وتكلف ٨٠ ألف دولار، بينما استغرق تصويره عاماً كاملاً